مرحبا بك أخي الزائر، المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا، إن لم يكن لديك حساب بعد فنتشرف بدعوتك لإنشائه
مرحبا بك أخي الزائر، المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا، إن لم يكن لديك حساب بعد فنتشرف بدعوتك لإنشائه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرجل الصفر -5-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب جامعي
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 23/04/2009

الرجل الصفر -5- Empty
مُساهمةموضوع: الرجل الصفر -5-   الرجل الصفر -5- Emptyالأربعاء 8 يوليو 2009 - 19:32

السبب الثاني صحبة ذوو العزائم الواهنة والهمم الدنيئة:

وهذا السبب من أكثر الأسباب تأثيرا، فالإنسان سريع التأثر بمن حوله، ولهذا كان التوجيه النبوي:

(الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

والحديث عند الترمذي في كتاب الزهد، وأحمد في الأدب وحسنه الألباني.

أقول إن هذا من أهم أسباب السلبية ودنو الهمة حتى وإن كان أصحابك من الصالحين، لا تعجب نعم حتى وإن كان أصحابك من الصالحين ومن أهل الخير فما داموا أصحاب همم ضعيفة وعزائم واهنة ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية، والأنس والضحك وقضاء الأوقات بدون فائدة فلا خير فيهم، بل إن صلاحهم حجة عليهم يوم أن يقفوا بين يدي الله عز وجل، فعلى العاقل أن لا يغتر بصحبة الصالحين تاركا عيوب نفسه، بل هذه حيلة نفسية يجب التنبه لها.

قال عمر ابن عبد العزيز :

(إن لي نفسا تواقة، لقد رأيتني وأنا في المدينة غلاما مع الغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم وإلى العربية والشعر فأصبت منه حاجتي وما كنت أريد، ثم تاقت نفسي وأنا في السلطان إلى اللبس والعيش والطيب فما علمت أن أحدا من أهل بيتي ولا غيرهم كان في مثل ما كنت فيه، ثم تاقت نفسي إلى الآخرة والعمل بالعدل فأنا أرجو ما تقت نفسي إليه من أمر آخرتي). أنتهي كلامه رحمه ال.

له، هكذا تكون النفس المؤمنة كل ما رغبت بأمر استطاعت أن تحصل عليه، هكذا تكون النفوس مجاهدة صابرة متحملة، حتى تنال ما تريد.

فجاهد نفسك أيها الحبيب، وجاهدي نفسكي أيتها المسلمة، لا نستطيع أن نصل إلى ما يريده الله عز وجل من العزة والتمكين إلا بمجاهدة هذه النفوس. لنجاهد أنفسنا ولنقل لها:
ذريني أنل ما لا ينال من العلا……..فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل



أتريدين إدراك المعالي رخيصة……… ولا بد دون الشهد من ابر النحل

ومن الأسباب أيضا نسيان الذنوب:

الغفلة عن الذنوب وقتل الشعور الخطأ، أو إن شئت فقل ضياع الوازع الديني أو النفس اللوامة، أو إن شئت فقل أيضا قلة الخوف من الله عز وجل سبب من الأسباب التي جعلت كثيرا من الناس صفرا، أصبح ذلك الرجل الصفر أسيرا لذنوبه، فهو لا يستطيع التخلص منها، فلا هي (أي الذنوب والمعاصي) دفعته إلى العمل الصالح والإكثار منه لعلها تكون سببا لمحوها وغفرانها، وهذا هو الأصل.

الأصل في المسلم أنه إذا أذنب ووقع في السيئات أن يسارع ليعمل صالحا لعلها أن تمحو تلك الذنوب والسيئات، ولذلك قال الحق عز وجل :

( إن الحسنات يذهبن السيئات).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم:

(وأتبع السيئة الحسنة تمحها).

هذا هو الأصل، ولكن الرجل الصفر كان أسير لذنوبه فلا هي التي دفعته للعمل الصالح، ولا هي أيضا التي جعلته ينظر لنفسه، بل جعلت أسيرا مسكينا ضعيفا خامل النفس أسيرا لها.

الرجل الصفر أسير للمعاصي والذنوب، قيدته وكبلته، فإذا حدثته بالعمل والتحرك شكا لي ضعفه وكثرة ذنوبه، بل ربما ظن بعض الصالحين لكثرة ذنوبه بنفسه النفاق، حتى وإن تحرك وعمل قال أنا منافق، وهو ما زال على ذنوبه ومعاصيه، وهذه شبهة أحرقت علينا كثيرا من الطاقات والعقول والأفكار.

نرى كثيرا من الشباب صاحب معاصي وصاحب ذنوب، فإذا قلنا له أعمل، إذا قلنا له أكثر من النوافل، قال أنا أخشى أن أكون منافقا، لماذا؟

قال لأني آتي وأدخل المسجد وأصلي وأنا صاحب ذنوب ومعاصي كثيرة.

إذا فالحل في نظره أن يقعد عن العمل، الحل في نظره أن يبتعد عن الساحة وأن يبقى داخل قفص الشيطان وأوهامه مع الذنوب والمعاصي، وغفل هذا المسكين أن خير علاج لذنوب، وخير علاج للسيئات والتقصير هو العمل والتوبة والاستغفار، فإن أبى فإني أخشى عليه الانحراف، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.

ومن الأسباب أيضا الزهد في الأجر:

وعدم الاحتساب والغفلة عن أهمية الحسنة الواحدة، وهذا لا شك نتاج الغفلة عن الموت ونسيان الآخرة، وإلا فالمؤمن مجز على مثقال الذرة، إن المؤمن مجازا على مثقال الذرة، كما انه محاسب عليه أيضا :

(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).

إن قلب المؤمن والمؤمنة ذلك القلب الحي يرتعش لمثقال ذرة من خير أو شر، وفي الأرض قلوب لا تتحرك من الذنوب والمعاصي والعياذ بالله.

لماذا نعمل؟ لنسأل أنفسنا، اسأل نفسك أيها الحبيب، واسألي نفسك أيتها الغالية لماذا نعمل، ولماذا نتحرك؟

لماذا نحبس أنفسنا عن الشهوات مع أن الله عز وجل قد جبل هذه النفس على الشهوات وحبها؟

فلماذا إذا نحرمها من الشهوات؟

لماذا نحرم أنفسنا من الجلسات؟

لماذا نجاهد أنفسنا؟ لماذا تبح أصواتنا؟

لماذا نصرف أموالنا؟

لماذا نغض أبصارنا؟

لماذا نحفظ أسماعنا عن سماع الحرام والغناء وغيره؟

لماذا نمسك اللسان عن الكلام؟

لماذا نطعم الطعام؟

ولماذا نكثر الخيرات، ونكثر السلام؟

لماذا نحرص على القيام والصيام؟

لماذا كل هذا؟ الإجابة واحدة قول الحق عز وجل:

( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا).

يظن أصحاب الشهوات والمعاصي أنه ليس في أنفسنا توقا ولا شوقا إلى هذه الشهوات، بل والله إن في أنفس الصالحين شوقا إلى كثير من الشهوات، أيا كانت هذه الشهوات،

شهوة المال،

شهوة الفرج،

أو شهوة البطن أو غيرها من الشهوات،

لكن ما الذي يردنا وما الذي يمنعنا؟، إنه خوف الله عز وجل،

(إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا)

علنا أن نسمع النتيجة بفرح وسرور يوم أن يقول الحق عز وجل:

(فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا، متكئين فيها على الأرائك، لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا، ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا، ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا، قواريرا من فضة قدروها تقديرا، ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا، عينا فيها تسمى سلسبيلا، ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا، وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملاكا كبيرا، عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا، إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ).

جزاء على ما صبرتم،

جزاء على ما حبستم النفس عن شهواتها،

جزاء على ما تكلمتم ونصحتم وأنكرتم وأمرتم،

جزاء على ما بذلتم من أموالكم وفعلتم وتقدمتم وتحركتم،

جزاء على كل خير كان كلمة أو فعلا،

جزاء على كل شيء قدمتموه في هذه الدنيا.

(إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا).
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرجل الصفر -5-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: :::المنتديات العامة::: :: مقالات-
انتقل الى: