إنا لله وإنا إليه راجعون

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: ببالغ الأسف والحزن وصلنا نبأ نعي أستاذنا الفاضل حسن عراج الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض
وإننا نحن طلبة الدراسات الاسلامية لنتحسر على أنفسنا لفقدان أستاذ عظيم مثل هذا الأستاذ الذي أعطانا أكثر مما أخذ منا
نتحسر لفقدان رجل عرف بأخلاقه العالية
نتحسر لفقدان رجل يحب كل الناس ويحبه كل الناس
ولا أدل على ذلك حضور ذلك الكم الهائل من المشيعين لوداعه..
فاللهم اغفر له ذنوبه وتجاوز عن سيئاته ووسع له في قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة
واجعله ممن يأخذ كتابه بيمينه
وأدخله جنتك يا أرحم الراحمين
وارزق عائلته الصبر على هذا المصاب الجلل
وإنا لله وإنا إليه راجعون

نعم لن أبكي الأستاذ حسن رحمه الله، وإن كان بفقده خسرنا عالماً قلَّ نظيره في هذا الزمن!
لن أبكي الأستاذ حسن، وإن كان فقده مصيبة كبرى!
لن أبكي الأستاذ حسن, وإن كان له في سويداء القلب مكانة تليق بأمثاله من الأئمة!
بل سأقول:
إنا لله وإنا اليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.



وسأقول أيضا:

إذا مات منا سيد قام سيد *** قؤول لما قال الكرام فعول



لن أبكيه لعدة أسباب:

الأول: لأني أرجو للأستاذ حسن ما هو خيراً له من بقائه بيننا، فمن كان له مثل عمل وعبادة وجهاد الأستاذ، وجلَده وصبره في نشر العلم، فإنه يُرجى له أن يكون من الأبرار، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: من الآية198].



الثاني: لعلمي الأكيد بأن الله لن يضيع دينه، فقد مات مَن هو خيرٌ من شيخنا رحمه الله، أعني محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومع ذلك حفظ الله هذا الدين العظيم.

لن أبكي الأستاذ حسن ، بل سأحاول أن أفعل مثل ما فعل هو بعد فقده لمشايخه وأقرانه ، حيث لم يجلس الأستاذ باكياً حزيناً، بل مضى يغذ السير على نهج أولئك ومن سبقهم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وراح يقدم ما يستطيع لخدمة هذا الدين الخالد.



لن أبكي الأستاذ حسن، لأني أحسب أنه لو قُدِّر له لأحب بدلاً عن ذلك أن أدعو له بالرحمة والمغفرة, في صلاة خاشعة أو ساعة سحر أو يوم جمعة.
لن أرثي الأستاذ حسن، لأني وغيري أعجز من أن نوفيه حقه.
اللهم ارحم شيخنا و معلمنا الأستاذ حسن واخلفه في عقبه في الغابرين، واجمعنا به في جنتك جنة النعيم.. آمين.

اللهم ارحمه رحمة واسعة واجزه خير الجزاء
واجعل اعماله الخيرة نورا يمشي به يوم القيامة
واجعله في رفقة الحبيب المصطفى جزاء ما قدم لجمعيةالمواساة لكفالة اليتيم بركان من جهد مبارك ووقت دعوي


فله البشرى بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أنا وكافل اليتم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى)


هنيئا لك يا أستاذي و معلمي و شيخي...


اسأل الله الكريم المنان أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى على سرر متقابلين كما جمعنا في الدنيا على التوحيد الخالص لله والحب فيه وحده وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله