رمضان في وسائل الاعلام الغربية

يحتفل 1.5 مليار مسلم حول العالم بشهر رمضان المبارك ؛ لما ينطوي عليه من عبادة لله _عز وجل_ عبادة الصوم التي هي ركن من أركان الإسلام ، فيصوم الجميع امتثالاً لأمر، وطمعاً في الثواب والمغفرة والرحمة.

وتقيم الجاليات الإسلامية في جميع دول العالم شعائرها وعباداتها في هذا الشهر الفضيل وسط ملاحظة وإعجاب الآخرين، وخاصة ما يطرأ من تغييرات على حياتهم خلال شهر كامل.

فهو شهر يتوقف فيه المسلم عن الأكل والشرب والمعاشرة الزوجية ، كما يصوم فيه لسانه عن الكلام السيئ، وعيناه وأذناه عن النظر أو الاستماع إلى ما حرم الله، ، كما يكثر المسلم من قراءة القرآن والصلاة في المساجد وإقامة صلاة التراويح.
وتؤمّن الكثير من دول العالم ومؤسساتها وشركاتها مناخاً يحاكي عادات المسلمين الدينية، بسبب ما يرونه من حرص المسلمين على إقامة شعائرهم.
وقد كتبت العديد من الصحف العالمية وبثت معظم وكالات الأنباء العالمية ومحطات التلفزة الفضائية برامج وأخبار وتقارير عن شهر رمضان المبارك، مظهرين ما يتضمنه هذا الشهر الفضيل من التزام وعبادة وطاعة يوليها العبد المسلم لله _عز وجل_.

تقرير عالمي:

بثت وكالة الأسوشيتدبرس تقريراً عن شهر رمضان في السعودية تناقلته كثير من الصحف والشبكات الإخبارية العالمية (كصحيفة الغارديان البريطانية، والـ (cnn)، و صحيفة النيوزداي، وصحيفة التايمز ديلي، والنيوز جورنال وغيرها)
حيث أشار التقرير إلى أن 18 مليون رسالة نصية عبر الهاتف المحمول في المملكة العربية السعودية بثت في أول أيام شهر رمضان المبارك، على شكل تبريكات وتهاني بقدوم الشهر.

وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر من شركة الاتصالات: إن السكان في السعودية أرسلوا خلال الأسبوع الذي سبق شهر رمضان المبارك، نحو 55 مليون رسالة نصية.
وأضافت الوكالة: " وشهر رمضان المبارك هو شهر أنزل الله به القرآن الكريم، حيث يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب ومقاربة نساءهم خلال النهار، كنوع من إظهار الخضوع لله وتطهير النفس" مشيرة إلى أن " معظم الجرائد والمجلات (ومواقع الإنترنت) في السعودية، تفرد صفحات خاصة عن شهر رمضان، يتم الإجابة عبرها على تساؤلات المسلمين".
كما أشارت إلى أن الخطوط الجوية السعودية قامت " بتقديم قناة خاصة عبر برنامجها الترفيهي داخل الطائرة، يتضمن تفسيرات من القرآن الكريم ومحاضرات دينية".


شهر رمضان "نموذجي" لطلاب الجامعة:

أما صحيفة "الديلي نيوز ييل" فقد أجرت تحقيقاً حول شهر رمضان المبارك في جامعة "ييل" الأمريكية باعتباره شهر نموذجي للطلاب.
وقالت الصحيفة: إن شهر رمضان المبارك هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وإن المسلمين يتوقفون خلاله عن الأكل والشرب، فيما عدا ( الحوامل والمرضى والمعاقين والمسافرين ) _على حد ما ذكر في التقرير_ .
وأشارت إلى أن الجامعة تخصص مكاناً لإقامة صلاة الطلاب المسلمين فيها، كما أن هناك أرض فضاء مفتوحة تستخدم كمسجد للمسلمين.

وقالت الصحيفة: إن المسلمين في الجامعة على الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، إلا أنهم يثبتون على الصوم خلال رمضان، مشيرة إلى الطقس البارد والاستيقاظ في الفجر لتناول وجبة السحور في وقت تصل فيه درجة الحرارة إلى درجة التجمد، كما يعبرون مناطق مفتوحة تحت المطر أحياناً للوصول إلى المسجد وأماكن الطعام.
وتضيف الصحيفة: " وفي حديث أجريناه يوم السبت الماضي، أبدى الكثير من المسلمين عن أحاسيسهم وإدراكهم لرمضان، حيث إن تلك الأحاسيس تختلف بين الصوم في المنزل وفي الجامعة، يقولون: لأن الإسلام في البيت هي مسألة شخصية، أما في الجامعة فإنها أفضل فرصة لنا أن نبرز من خلالها دور المسلم في المجتمع، حيث يمكن أن نغرس في الجامعة (بين الطلاب والطالبات) وعياً لرمضان ولرسالة شهر رمضان الدينية والروحية المباركة".

وتضيف الصحيفة أن شهر رمضان يعد نموذجياً لتطوير العلاقات بين الطلاب المنتمين لأديان مختلفة، حيث يكون لدى الطلاب الآخرين فرصة للتعرف على الإسلام وتعاليمه.


رمضان في لندن:

الصحافة الحرة البريطانية تكلمت عن شهر رمضان قائلة: " تجمع المئات من المسلمين في لندن الليلة الماضية الموافق بداية الشهر المقدس "رمضان"، وتجمع حوالي 400 شخص لإقامة صلاة التراويح في المسجد، باعتبار أن اليوم هو أول أيام رمضان، الذي أنزل الله _تبارك وتعالى_ به القرآن".

وأجرت الصحيفة حواراً مع (رئيس مجلس المساجد في لندن) أديب حسن الذي قال: إن الصيام في شهر رمضان بالإضافة إلى أنه عبادة، فإنه تحدي روحي كبير، وأضاف: " إنه تمرين روحي، نحن لا نتوقف فقط عن الطعام والماء خلال ساعات النهار، بل نحاول أن نعيش حياة تقية بشكل أوسع".

مشيراً إلى تجنب الكذب والشتم، وقال : "رمضان عندما تنظر إليه من الخارج فإنه صعب، لكن عندما تصوم وتكون فيه من الداخل تعلم كم هو سهل وقريب للكمال".

وأكملت الصحيفة "المسلمون يصلون في المساجد، بينما تصلي النساء في حجرات مجاورة، وكلهم يتجهون إلى المدينة المقدسة مكة، في المملكة العربية السعودية".


تجربة سيدة أسلمت قبل سنوات:

في حين أوردت شبكة ال(BBC) تحقيقاً حول شهر رمضان المبارك في بعض الدول الأوروبية، حيث نقلت عن مدرّسة في جامعة كارديف بون قولها: إن شهر رمضان المبارك هو وقت مناسب للالتصاق بالعائلة والأقارب، مشيرةً إلى أن إقلاعها عن شرب فنجان القهوة اليومي الصباحي يعد تحدياً كبيراً في سبيل طاعة الله _عز وجل_.

وأضافت كلاير فوكس: "إنه رائع لأن تجتمع الأسرة كلها في المساء على وجبة الإفطار، ووقت كبير؛ لأن الناس يصلون مع بعضهم"
وأشارت شبكة الـ (BBC) إلى أن السيدة فوكس كانت نصرانية قبل أن تعتنق الإسلام في عام 1997 بعد قضاء عدة أسابيع مع عائلة مسلمة فلسطينية.
وقالت: " الصوم شيء صعب، ولكنه تحدي كبير للإنسان المسلم".